السياسيّ الذي حول أمواج السياسة المتلاطمة إلى منطقة دافئة
سعود الفيصل عميد وزراء الخارجية في العالم
* :
كنت أتمنى أن أشاهده منفعلاً في يوم من الأيام، وهو يتحدث عن سياسة بلده
مدافعاً يملك الحجة القوية التي جعلت منه سياسياً محنكاً مرّ بجميع وزراء خارجية
العالم والتقى بهم.
أحسبه رجلاً لا يعرف الراحة أبداً، بل هو في حالة سفر دائم يتنفس السياسة وهي تملأ
عقله وتفكيره وتُسّيركل تحركاته. الأمير سعود الفيصل وزير خارجية أكبر بلد مصدر
للبترول في المعمورة، وعميد وزراء الخارجية في العالم، وقاد سياسة الوطن إلى
مناطق دافئة من الاستقرار وسط أمواج عاتية وعالم متلاطم، وهو ابن للملك فيصل بن
عبد العزيز - رحمه الله - الذي كان وسيظل من أهم شخصيات العالم في القرن الماضي،
والقائد المحنك لفترة حرجة في العالم.
ولد سعود الفيصل عام 1940 في الطائف، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس
الاقتصاد من جامعة برنستون في ولاية نيو جيرسي في الولايات المتحدة عام 1964م،
ومتزوج وله ثلاثة أولاد وثلاث بنات. التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل
مستشاراً اقتصادياً لوزارة البترول والثروة المعدنية وعضواً في لجنة التنسيق العليا
بالوزارة، ثم انتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين)، وأصبح مسؤولاً
عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين
، ثم عيّن نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في 1970م.
وعين وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية عام 1971م حتى صدر مرسوم ملكيّ
بتعيينه وزيراً للخارجية في التشكيل الوزاري عام 1975م بعد شغور المنصب بوفاة
والده الذي كان وزيراً للخارجية وهو ملك على البلاد.
وإلى جانب مهامه في (الخارجية) يشغل أيضاً مناصب أخرى؛ فهو عضو المجلس
الأعلى للبترول، وعضو مجلس الإدارة المنتدب للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية
وإنمائها، وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الملك فيصلالخيرية، ورئيس مجلس إدارة مدارس الملك فيصل.
وبحكم عمله وزيراً للخارجية كان عضواً في الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل
اللجنة العربية الخاصة بلبنان ولجنة التضامن العربي واللجنة السباعية العربية ولجنة
القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.
سعود الفيصل الذي حمل حقيبة الخارجية في همه وقلبه منذ ثلاثين عاماً حتى يومنا
جدير بالتقدير وحري بالإعجاب.